زمــــــن الفقـــــــــــر
لغسان كنفاني
عنوان القصة الأصلي ( الصغير يذهب إلى المخيم (
التعريف بالكاتب:
غسان كنفاني هو غسان فائز كنفاني كاتب وأديب وروائي وقاص فلسطيني ولد في عكا عام 1936، وعاش طفولته في يافا التي اضطر للنزوح
عنها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948م.
عاش لفترة قصيرة في جنوب لبنان، ثم انتقل إلى الكويت عام 1956 وفي هذه الأثناء عمل في الصحافة وظهرت بدايات إنتاجه الأدبي.
أقام في بيروت منذ 1960، وعمل محرراً أدبياً لجريدة "الحرية" الأسبوعية، ورئيسا لتحرير جريدة "المحرر" كما عمل في "الأنوار" و"الحوادث" ،
أسس بعد ذلك صحيفة "الهدف" التي بقي رئيساً لتحريرها حتى استشهاده عام 1972م ‘لى إثر انفجار لغم في سيارته..
مقدمة عن النص :
ينتمي النص من حيث البناء: إلى جنس القصة القصيرة الذي يعتبر حديث الولادة مقارنة ببقيــة الأجناس الأدبية الأخرى، وأقدرها على الوصول
إلى عمق القارئ والتأثير فيه بأقل قدر ممكن من المفردات .
ومن حيث الموضوع:
يندرج النصفي عالم المتخيل القصصي الذي قدمه غسان لإعادة صياغة الواقع الفلسطيني
من منظو "
الطفل" صياغة أدبية
ترصد لحظات المعاناة التي واجهها الإنسان الفلسطيني عبر محطات تاريخية محــددة . بدءا بالاقتلاع من تربة الوطن مرورا بحقبة المخيمات
المهينة وصولا إلى مرحلة اشتعال المقاومة الفلسطينية في منتصف الستينيات من القرنالماضي . وعنوان القصة الأصلي "الصغير يذهب إلى الجحيم"
يكشف بجلاء عن نموذج البطل / الطفل الذي اختاره غسان ليكون شاهدا على تطور القضية الفلسطينية في لحظة منلحظات انحسارها, وهو الزمن
الذي ذاق فيه الإنسان الفلسطيني الحرمان والبؤس والتشرد والفقر في المخيمات.
الفكرة العامة:
شدة الفقر والحاجة قد تغير من قيم الناس وتقاليدهم.
الأفكار الفرعية:
1- البطل يعيش مع أسرة كبيرة مكونة من ثمانية عشر فردًا.
2- الكاتب يعثر على خمس ليرات.
3- الكاتب يصارع من أجل الحفاظ على الخمس ليرات.
4- ضياع الخمس ليرات من البطل.
المفردات:
عثر على: وجد
مضطرًا: مجبرًا
ثمة: اسم يُشار به للمكان البعيد
نعبئ: نملأ
تردد: شك
اقترف: اكتسب
حُزمة: ربْطة
الشياطين: الأطفال المتمردون
تتأهب: تستعد
القسوة: الشدة في التعامل
خندق: حفرة والجمع (خنادق)
مذعورًا: خائفًا
اختل توازنه: اضطرب
أركضُ: أجري بسرعة
الاشتباك: المقصود به الفقر
صميمي: داخلي
بالطبع: بالتأكيد
تخمن: تتوقع
تقبض: تمسك
الشرح:
تتبلور الأحداث في النص من خلال السرد الذي اعتمده الراوي لغرض إضفاء الطابع القصصي على النص، عبر شريط زمني قصير يحدد
الوجه الفني للقصة (القصة القصيرة). ومجريات الحدث في النص هي كالتالي:
الوضع العام للأسرة:
- كثرة عدد أفراد الأسرة في بيت واحد.
- غياب التآلف الأسري بين
الأفراد,وخاصة بين القطبين الرئيسين (الزوج والزوجة).
- تردي
الوضع المادي لعدم نجاح الأسرة في الحصول على العمل .
المسؤولية الملقاة على عاتق الراوي(البطل) وعصام
- تأمين الأكل
للأسرة: الذهاب إلى السوق بعد العصر لملء السلة
الكبيرة ببقايا الخضار والفواكه المتناثرة أمام الدكاكين ووراء السيارات.
- تأمين النفس من المخاطر:
تواجه الراوي (البطل) وعصام مجموعة من المخاطر أثناء القيام بعملهما، كحركة سير
السيارات، والشجارمع
الأطفال في ساحة السوق، ومع أصحاب الدكاكين والسائقين .
الكسب الثمين
- رؤية البطل / الطفل لورقة نقدية تحث حذاء الشرطي.
-التخطيط والمجازفة للحصول عليها .
-
الإصرارعلى الملكية الخاصة للخمس ليرات, بعد الإحساس بطمع الأسرة فيها .
- الرغبة الأكيدة في الحفاظ على الخمس ليرات وعدم إنفاقها
والدفاع عنها مهما كلف ذلك من ثمن .
فقدان الكسب الثمين
- تعرض البطل (البطل) لدهسه
بسيارة أثناء القيام بمهمة جمع بقايا الخضار في السوق
- تفقد الخمس ليرات بعد الاستفاقة من حالة الإغماء بالمستشفى،
وعدم وجودها والحزن على فقدانها .
البلاغة:
- دعني أقول لك: أسلوب إنشائي نوعه استفهام غرضه الالتماس.
- كنا ثمانية عشر مخلوقًا: كناية عن الفقر والحاجة.
- مضى دون تردد واشترى جريدة: كناية عن حب القراءة.
- زمن الاشتباك: استعارة مكنية، حيث شبه الفقر بالحرب.
- الشياطين: استعارة تصريحية، حيث شبه الأطفال بالشياطين.
- كانك وقعت أثناء المعركة في خندق: تشبيه، حيث شبه الكاتب نفسه بالجندي الذي يقع في خندق أثناء الحرب، ووجه الشبه هو الوقوع في مأزق.
- كأنك على بعد نصل سكين من عدوك: تشبيه، حيث شبه الكاتب نفسه بالجندي الذي يقترب من الموت ثم ينجو، ووجه الشبه هو النجاة من الهلاك.
- كان عصام يندفع كالسهم: تشبيه، حيث شبه عصام بالسهم، ووجه الشبه السرعة.
- كان الشتاء شديد القسوة: استعارة مكنية، حيث شبه الشتاء بالإنسان القاسي، وكناية عن شدة البرد.
- سلكتُ طريقًا آخر: كناية عن خبرته بالطرق التي تمكنه من الهرب.
- كان رجلًا حكيمًا: كناية عن خبرته في الحياة.
- وقفت في حلق الباب: استعارة مكنية، حيث شبه الباب بإنسان له حلق.
- وقد درسوني بسرعة: أسلوب مؤكد بقد.
- الأفعال المضارعة تفيد التجدد والاستمرار، والأفعال الماضية تفيد التحقق والثبوت.
عناصر القصة
الحدث: البطل يعيش مع أسرة كبيرة العدد وكانت مهمته هو وعصام تأمين الأكل للأسرة، وعثور البطل على خمس ليرات ومحاولة الحفاظ عليها
من أفراد الأسرة، وتعرض البطل لحادث نقل على إثره إلى المستشفى وعند تفقده لليراته لم يجدها, فحزن على فقدانها .
الشخصيـات تنقسم
الشخصيات في هذه القصة إلى قسمين:
1- شخصيات فاعلة في الحدث:
الراوي (الطفل, وعصام) .
2-
شخصيات حاضرة لغرض الإيهام الواقعي: الأب،
الأم، العمة وزوجها، الأولاد الخمسة، العجوز، الشرطي.
3- الزمان :الإشارات
الزمنية الواردة في هذه القصة تكشف عن نوعين من الزمن :
-
زمن عام : ويشكل إطارا مرحليا للحدث ، وللفكرةالعامة
للقصة . ولقد سماه الراوي بـ"زمن الاشتباك " ويمارس الكاتب نوعا من
الاحتراس
لفهم الدلالة الزمنية لكلمة
"الاشتباك ". فليس القصد زمن اشتباك الفلسطيني مع العدو الصهيوني ،
وإنما زمن اشتباك الفلسطيني المبعد عن أرضه في المخيمات .
-
زمن خاص: ويمثل إشارات وقتية تأخذ
دلالتها من خلال تحرك شخصيات القصة لصنع الحدث، وإضفاء نوع من الحبكة القصصية على
النص،
وهذه الإشارات الوقتية هي
كالتالي :
1- زمن
المسافة الفاصلة بين البيت والسوق (ساعة وربع .(
2- الوصول إلى السوق (بعد
العصر بقليل .(
3-
تستمر عملية جمع بقايا الخضار والفواكه طوال (العصر إلى المغرب).
4- الوصول إلى البيت بعد
الغروب .
5- مرور
(عشرة أيام) على احتفاظ البطل /الطفل بالخمس ليرات ، واعتقاد الأسرة بأن الطفل قد
صرفها .
6- قيام
الجدذات (ليلة) لسحب الليرات الخمس من جيب الطفل .
7- الحفاظ على الليرات الخمس ( طوال الأسابيع الخمسة( .
4- المكان:
يشكل المكان في القصة إطارا ميدانيا تتحرك فيه
شخصيات وأفكار القصة، في شكل نسيج من العلاقات يعطيها
المكان المعلن عنه في النص بعدا واقعيا.
وعناصر المكان في
هذه القصة هي:
1- البيت: يعكس نموذج الضيق من خلال احتوائه لعدد كبير
من الأفراد ، ويحيل على مكان أعم هو المخيم 2-
السوق: مكان البحث المضني،
والصراع من أجل تأمين القوت
اليومي .
3- المستشفى: مكان الاستفاقة من الإغماء واستعادة
الوعي، والحزن على فقدان الكسب الثمين .
-5 العقـدة :
هي مرحلة تشابك
الأحداث وبلوغها قمة الصراع، وعند هذه المرحلة يشتــد الارتباط بالقصة وبشخصيتها
المركزية ( البطل ) من أجل معرفة درجة
البطولة والقدرة على التحكم
فيصراع الأحداث. تتجلى العقدة في هذه القصة فيما يلي :
- عودة عصام
قبل وصول البطل (البطل) إلى البيت, وعرض تفاصيل الحصول على الليرات الخمس .
- تعرض البطل
(البطل) لمجموعة من المضايقات والضرب أحيانا للتخلي عن الليرات الخمس.
- إصرار البطل
(البطل) على الملكية الخاصة للخمس ليرات، والتهديد بترك البيت إلى الأبد إن أجبر
على تركها.
6- الحـل:
ويعتبر مرحلة انفراج الأحداث، ووصول شخصيات القصة إلى القرار الذي يحدده كاتب القصة. وبالحل تنتهي أحداث القصة, لتبدأ الدلالات تنفتح في ذهن
القارئ حول ما يريد القاص
التعبيرعنه وإيصاله من خلال كتابته .
ويبدأ انفراج الأحداث في هذه القصة عندما تدخل(الجد) لطمأنة
الآخرين بأن الطفل (البطل) سيخصص جزءا من الليرات الخمس للأطفال
وموافقة البطل على
ذلك، لكن الظروف أبت أن يتحقق ذلك فتعرض البطل لحادث بسيط نقل على إثره إلى المستشفى وعند تفقده لليراته لم يجدها, فحزن على فقدانها.