من مسرحية كم لبثنا في الكهف
لتوفيق الحكيم
التعريف بالكاتب: و لد توفيق الحكيم في الإسكندرية عام 1898 في عائلة مترفة وهناك شغف بالمسرح ، وأخذ يتردد على أعمال الفرق المسرحية ، أرسل إلى فرنسا لدراسة الحقوق و لكنه قضى تلك الفترة هناك ينتقل بين المسارح والمتاحف يعد الحكيم كاتب أول مسرحية عربية ناضجة بمعايير النقد الحديث (أهل الكهف 1933م) توفي عام 1987 في الإسكندرية بعد أن ترك نحو 100 مسرحية و 62 كتابا ترجم أغلبها .
مصدر المسرحية : قصة أهل الكهف في القرآن الكريم الواردة في سورة الكهف .
الاتجاه الأدبي: المسرح الذهني .
الشكل المسرحي: المأساة (التراجيدا).
أفكار المسرحية:
1- استيقاظ أهل الكهف و شكهم في مدة نومهم.
2- التأكد من طول الفترة من تغير هيئتهم.
3- الرغبة في مواصلة الحياة.
4- موقف يمليخا من تغير الزمن.
5- الخطابان المتناقضان بين يمليخا و مرنوش.
6- الفرار من الحياة.
خصائص المسرح الذهني لتوفيق الحكيم:
1- جعل الأشخاص رموزا لأفكاره و ظهور الدال و المدلول في المسرحية.
2- البناء المحكم لموضوع المسرحية.
3- النزعة الإنسانية السائدة في الصراع المأسوي.
4- الحوار الممتع الذي يبرز الصراع النفسي.
5- حسن الربط بين الشخصيات و الروابط التي تربطها.
عناصر المسرحية:
1- الأحداث: التي تصور نوم أهل الكهف و نومهم 309 عام ثم استيقاظهم و اكتشافهم حقيقة ظروفهم وانقطاع ماضيهم مما أدى إلى انقطاع مستقبلهم.
2- الشخصيات: مشلينيا و مرنوش و زيرا الملك الظالم و دقيانوس الراعي يمليخا وقطمير وأهل المدينة .
3- الزمان: قبل الإسلام زمان حكم الملك الظالم الوثني دقيانوس وبعده.
4- المكان: الكهف.
5- العقدة: إدراكهم أنهم في زمن غير زمانهم – مجيء الناس للكهف.
6- الحل: دخولهم الكهف مرة أخرى للموت بعد أن تأكدوا من انقطاعهم عن ماضيهم.
المفردات:
داخلني: ساورني و دخل في قلبي
حليقا: بدون شعر
مرسلة: طويلة مطلقة
يتدلى: ينزل و ينساب
أعهدها: أتعود عليها
ارتاع: فزع .
المبعثر: المفرق
الأشعث: المغبر
لبثنا: أقمنا
يتلمس رأسه: يتحسس
يخيل لي: أتصور
اعتصم: احتمى
انقطع: توقف
صحا: استيقظ
أساطير: حكايات خرافية
ريب : شك
صه: اسم فعل أمر بمعنى اسكت
مـــرهــف الأذن: مدقق السمع
عديدين : كثيرين
ناهضا بقوة: واقفا
ويلنا : الهلاك لنا
دقيانوس: الملك الوثني .
يلتمسوننا: يطلبوننا و يبحثون عنا
نستوثق: نتأكد من منحنا الأمان
أبرز: اظهر و اخرج
فئة : جماعة (فأي) و جمعها فئات
المشاعل: المصابيح
يشع: يضيء وينتشر
اللغط: الصوت و الجلبة غير المعروف و الجمع : ألغاط .
يتبين: يكشف و يرى
يتقهقر: يرجع
هلع: خوف و فزع
أشباح: مفردها شبح و هو الخيال الذي لا يميز
ساهمون: ذاهلون
جامدون: ساكنون
لايفقهون: لا يفهمون
عجل: بسرعة
نيف: الأعداد ( من 3- 9 )
باد: هلك و زال (بيد)
طف: تجول
نمكث: نبقى
يضيرك: يضرك
تحسبني: تظنني
واجدهم: ملاقيهم
المفقود: الزائل و الضائع
شبهلك: خيل لك
مس: جنون
شرح النص:
استيقظ أصحاب الكهف (مشلينيا و مرنوش و يمليخا) من نوم عميق استغرق ثلاثمائة سنة و ازدادوا تسعا فوجدوا أنفسهم جائعين فأرسلوا يمليخا ليحضر لهم طعاما فرأى فارسا معه صيد فأعطاه النقود فأخذ الفارس قطعة منها و جعل يتأملها ويقلبها و ينكرها لأنها ضربت قبل ثلاثمائة و تسع سنوات .
وحسب الفارس أنه عثر على كنز و طلبها منه، فظن يمليخا أن الفارس به مس، وخطف قطعة النقود منه، ورجع إلى صاحبيه فراودهما الشك مما حكى، و تحسس كل منهما لحيته و شعره و أظافره و شكوا في المدة التي قضوها في الكهف و قدروها بأسبوع أو بشهر و تساءلوا كيف تستطيع الأجسام أن تبقى حية طوال هذه المدة ، ونسبوا ذلك إلى إرادة الله ثم همّ مشلينيا يريد الخروج من الكهف متحديا الأسباب و النتائج .
وإذا بالناس كثيرين يضجون بخارج الكهف ، طالبين الكنز و صاحبه فقد نشر الفارس الخبر بالمدينة ، ولكن لم يجبهم من بداخل الكهف خوفا منهم ، أوقودا المشاعل و انطلقوا متوغلين داخله ، وما كاد الداخلون يتبينون الثلاثة حتى يفروا هاربين و يصيحوا أشباح موتى و يخرج الجميع ، ويفكر الثلاثة في دهشة وهم لا يعلمون من أمر أنفسهم شيئا فأخذوا يخرجون من الكهف فيجدون الناس يتحدثون عنهم و يكتشف لهم أمرهم و يظهر سر المعجزة فيرون أن بقاءهم في الحياة سيكون مثار فتنة ، فرجعوا إلى كهفهم وطلبوا من الله أن يقبض أرواحهم تكريما لهم وتخليدا لمعجزة الله الباهرة فيهم .
البلاغة:
- العلاقة بين العنوان و النص: هناك ارتباط قوي بينهما من حيث المواقف من بداية المسرحية والتي دلت على الحيرة التي صاحبتهم من تبدل أحوالهم وعدم قدرتهم علي تخيل ما حدث لهم و دخولهم الكهف حتى نهايتهم.
- ويحك: أسلوب إنشائي غير طلبي للتعجب.
- أهذا كلام عاقل؟: استفهام للتعجب و الإنكار.
- أكثر الكاتب من استخدام الأسلوب الإنشائي:
- لجذب القارئ و تشويقه.
- لأنه على شكل حوار و الحوار يقتضي استخدام هذا الأسلوب.
- لأن أهل الكهف في موقف اختلاف.
- التنوع في استخدام الأفعال (الماضية – المضارعة – الأمر – المستقبلية).
لكن غلب عليه الفعل المضارع ليتعايش القارئ مع المسرحية.
- دلت النقاط ( . . . ) على كلام محذوف: و ذلك لتحريك الذهن فيجعل القارئ أكثر تعايشا مع النص .
- ما بك؟ في ماذا؟ أهذا كلام عاقل؟: كثرة الاستفهام تدل على الغموض والتشويق والتعجب والاضطراب.
- استخدام العلامة ( ! ): لينقل الحالة النفسية لأصحاب الكهف ، دلالة على عدم استقرار النفسيات .
- نصف ساخر: دل على أن مرنوش في حالة شك فهو شبه مقتنع بكلام يمليخيا .
- ناهضا فجأة: دلالة على هول الموقف و تحقق كلام يمليخا وعلى تذكره لأهله
- لن تمنعني قوة في الأرض: كناية عن التحدي .
- استخدام صه بدلا من اسكت: صه تتناسب مع حالتهم النفسية التي هم عليه أما اسكت فحروفها تظهر أصوات فلا تتناسب مع الموقف و اسم الفعل أكثر مبالغة في الصمت
- مرهفا الأذن: للدلالة على رغبته في معرفة الأمر و كأن حواسه كانت حواسه جامدة ما عدا الأذن ليدقق للسمع .
- ناهضا بقوة: اضطراب ( توقع شيء هائل سيحدث ) .
- صفات يمليخا: وفي - واقعي - القدرة على الإقناع .
- صفات مرنوش: متفائل - غير واقعي ( يتهر من الواقع ) – التركيز على العقل
- ( فئة أخرى من الناس ) و ( فئة أخرى ) دلالة على كثرة الناس و توافدهم .
- ( أشباح ! .... الموتى! .... الأشباح ! ... ) و لم يقل ( أشباح ... الأشباح )
للدلالة على سماعهم عن حقيقة أهل الكهف و لم يتصوروا بقاءهم لهذا الوقت.
- ساهمون جامدون: دلالة على الصدمة و الفزع التي كان عليها أهل الكهف.
المناقشة
1- ما الفكرة العامة لهذه المسرحية (العنصر الفكري في المسرحية)؟
قضية صراع الإنسان و الزمن و صورة الإنسان عندما يجد نفسه في زمان غير زمانه و يصل إلى قناعة أن بقاء الإنسان بما يمتلك من مقومات البقاء
2- ما العنصر العاطفي في المسرحي؟
الشعور بالمأساة الحقيقة حين يجد الإنسان نفسه يفقد كل ما يربطه بالحياة من مال وأهل و لا يستطيع التأقلم مع الحياة الجديدة كما في مأساة مرنوش وعجز الإنسان أمام الزمن ولذا ينسحب من الحياة.
3- ما سبب شك الفتية في المدة التي قضوها في الكهف؟
عندما تفقدوا أحوالهم فوجدوا كل ظروفهم قد تغيرت و لحاهم وشعرهم وأظافرهم قد طالت.
4- تحدث عن فلسفة الكاتب في هذا النص؟
تقوم فلسفة الكاتب على مبادئ منه:
- استعداد الإنسان للتضحية من أجل معتقداته و ثوابته بأغلى ما يمكن.
- لا يمكن للإنسان أن يعيش في هذه الحياة إلا بوجود ما يربطه بها.
5- ما أقوى الروابط التي تربط الإنسان بالحياة من خلال هذه المسرحية؟
الناحية الاجتماعية، وعلاقته بمن حوله من البشر.
6- كيف كان الكاتب يبني أحداث مسرحيته؟
و ظف الزمن في بناء أحداث المسرحية كما وظف الحوار لإبراز الحالة النفسية:
1- نوم أهل الكهف (ماضي).
2- يقظة (حاضر).
3 - صدمة بعد معرفة زمن النوم (حاضر).
7- عين العنصر العقلي و العاطفي في المسرحية؟
العنصر العقلي هي الفكرة التي يرغب الكاتب في التعبير عنها و تتمثل في المسرحية في ارتباط الإنسان بمكانه وزمانه العنصر العاطفي هو الشعور الذي يرغب الكاتب في إثارته في الجمهور ويتمثل في المسرحية في مأساة أهل الكهف .
8- استخلص سمات المسرح الذهني وردت في المسرحية؟
الصراع الذهني المتمثل في قوة الرابطة التي يربط الإنسان بالحياة والتي تولد العلاقة بين الإنسان وما حوله من مخلوقات، فالقضية في هذا النص تحملت عبء الصراع ولم يكن هذا الأخير يتمحور حول شخصية محددة ، وهذا ما يميز الاتجاه الذهني عن غيره.
9- تعد هذه المسرحية من المسرحيات المأساوية لأنها تعالج قضية إنسانية عامة. وضح ذلك ؟
تعالج هذه المسرحية قضية الإنسان الذي يتحمل تبعات تمسكه بالمبدأ الذي يؤمن به، وغالبا ما تكون تلك التبعات ثقيلة قد يدفع الإنسان حياته ثمنا لها، وهنا يظهر جانب المأساة من المسرحية.
10- عين عنصر المأساة في مسرحية أهل الكهف.
عنصر المأساة في المسرحية فقد أهل الكهف الروابط التي يمكن أن تربطهم بالحياة الجديدة؛ إذ وجدوا أنفسهم غرباء في زمن ليس زمنهم و فقدوا كل ما يربطهم بماضيهم.