الرثاء في الأدب العربي

 

1- عدد أنواع الرثاء؟ مع الشرح.

أ- الندب: بكاء الأهل والأقارب حين يعصف بهم الموت (كالابن، والابنة، والأب، الأخ، ...) فيتألم الشاعر في قصائده بلوعة وحرقة قلب، والشاعر لا بندب نفسه وأهله فقط، بل يندب أيضًا من ينزلون منه منزلة النفس والأهل ممن يحبهم.

ب- التأبين: هو أقرب إلى الثناء على الفقيد بحزن خالص مبينًا منزلته الساسية أو العلمية او الأدبية؛ لتصوير خسارة الأمة‘ فالشاعر لا يعبر عن حزنه فقط، بل يعبر عن حزن الجماعة  بتسجيل فضائله.

ج- الحزن: مرتبة فوق التأبين فالشاعر ينفذ بالعزاء إلى التفكير في حقيقة الموت والحياة، وينتهي إلى معانٍ فلسفية عميقة، فالحياة ظل لا يدوم، يقول ابن المعتز:

ألست ترى موت العـــــلا                  وكيف دفنا الخلق في قبــــــر

وللدهر أيام يئسن عوامـدا                ويُحسِنّ عن أحسنّ غير عوامد

د- الاتجاه الجيد في الرثاء الذي ظهر نتيجة الظروف الساسية وهو: رثاء المدن والبلدان:

- ظهر رثاء المدن والبلدان  في العصر العباسي الأول حين بكى الشعراء على بغداد لما أصابها من كوارث النهب والتحريق في حروب المأمون والأمين، ثم هجمات الزنج على البصرة، والفتك بأهلها فتكًا ذريعًا، يقول ابن الرومي:

ذاد عن مقلتي لذيذ المنــام                  وشغلها عنه بالدموع السّجـام

- ارتبط رثاء المدن والبلدان بحالات الانهيار والتراجع التي شهدتها الدولة العربية والإسلامية في العصر العباسي الثاني، وتصاعد الفتن الداخلية وكثرة الحروب الحروب وسقوط المدن في المشرق أو المغرب.

2- يُعد النقاد أن غرض الرثاء، هو أكثر أغراض الشعر العربي ارتباطًا بالوجدان.وضح ذلك.

لأن الرثاء مبعثه الحزن الكامن في النفس وما يترتب عليه من الهم والحزن نتيجة فقدان الأعزّاء، لذلك يلجأ الإنسان إلى البكاء والنحيب تعبيرًا عن هذا الحزن فتكون بذلك التجربة صادقة على عكس التجربة التي يكون مبعثها الطمع في مغنم كالمدح أو العداوة كالهجاء.